واذكر في الكتاب إسمعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وقال تعالى واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا وقال ابن عباس أربع من كن فيه فقد ربح الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر .
وقال بشر ابن الحارث من عامل الله بالصدق استوحش من الناس .
وقال أبو عبد الله الرملي رأيت منصور الدينوري في المنام فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وأعطاني ما لم أؤمل فقلت له أحسن ما توجه العبد به إلى الله ماذا قال الصدق وأقبح ما توجه به الكذب .
وقال أبو سليمان اجعل الصدق مطيتك والحق سيفك والله تعالى غاية طلبتك وقال رجل لحكيم ما رأيت صادقا فقال له لو كنت صادقا لعرفت الصادقين .
وعن محمد بن علي الكناني قال وجدنا دين الله تعالى مبنيا على ثلاثة أركان على الحق والصدق والعدل فالحق على الجوارح والعدل على القلوب والصدق على العقول .
وقال الثوري في قوله تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال هم الذين ادعوا محبة الله تعالى ولم يكونوا بها صادقين .
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود من صدقني في سريرته صدقته عند المخلوقين في علانيته .
وصاح رجل في مجلس الشبلي ورمى نفسه في دجلة فقال الشبلي إن كان صادقا فالله تعالى ينجيه كما نجى موسى عليه السلام وإن كان كاذبا فالله تعالى يغرقه كما أغرق فرعون .
وقال بعضهم أجمع الفقهاء والعلماء على ثلاث خصال أنها إذا صحت ففيها النجاة ولا يتم بعضها إلا ببعض الإسلام الخالص عن البدعة والهوى والصدق لله تعالى في الأعمال وطيب المطعم .
وقال وهب بن منبه وجدت على حاشية التوراة اثنين وعشرين حرفا كان صلحاء بني إسرائيل يجتمعون فيقرءونها ويتدارسونها لا كنز أنفع من العلم ولا مال أربح من الحلم ولا حسب أوضع من الغضب ولا قرين أزين من العمل ولا رفيق أشين من الجهل ولا شرف أعز من التقوى ولا كرم أوفى من ترك الهوى ولا عمل أفضل من الفكر ولا حسنة أعلى من الصبر ولا سيئة أخزى من الكبر ولا دواء ألين من الرفق ولا داء أوجع من الخرق ولا رسول أعدل من الحق ولا دليل أنصح من الصدق ولا فقر أذل من الطمع ولا غنى أشقى من الجمع ولا حياة أطيب من الصحة ولا معيشة أهنأ من العفة ولا عبادة أحسن من الخشوع ولا زهد خير من القنوع ولا حارس أحفظ من الصمت ولا غائب أقرب من الموت .
وقال محمد بن سعيد المروزي إذا طلبت الله بالصدق آتاك الله تعالى مرآة بيدك حتى تبصر كل شىء من عجائب الدنيا والآخرة .
وقال أبو بكر الوراق احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى والرفق فيما بينك وبين الخلق وقيل لذي النون هل للعبد إلى صلاح أموره سبيل فقال .
قد بقينا من الذنوب حيارى ... نطلب الصدق ما إليه سبيل .
فدعاوى الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل .
وقيل لسهل ما أصل هذا الأمر الذي نحن عليه فقال الصدق والسخاء والشجاعة .
فقيل زدنا فقال التقى والحياء وطيب الغذاء .
وعن ابن عباس Bهما أن النبي A سئل عن الكمال فقال قول الحق والعمل بالصدق // حديث ابن عباس سئل عن الكمال فقال قول الحق والعمل بالصدق لم أجده بهذا اللفظ // وعن الجنيد في قوله تعالى ليسأل الصادقين عن صدقهم قال يسأل الصادقين عند أنفسهم عن صدقهم عند ربهم وهذا أمر على خطر يان حقيقة الصدق ومعناه ومراتبه .
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان صدق في القول وصدق في النية والإرادة وصدق في العزم