الكبيرة السادسة و الثلاثون : عدم التنزه من البول و هو شعار النصارى .
قال الله تعالى : { و ثيابك فطهر } و [ عن ابن عباس Bهما قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال : إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستبرىء من البول أي لا يتحرز منه ] مخرج في الصحيحين و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ] رواه الدارقطني .
ثم إن من لم يتحرز من البول في بدنه و ثيابه فصلاته غير مقبولة و روى الحافظ أبو نعيم في الحلية [ عن شقي بن ماتع الأصبحي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما بين الحميم و الجحيم و يدعون بالويل و الثبور و يقول أهل النار لبعضهم البعض : ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال : فرجل مغلق عليه تابوت من جمر و رجل يجر أمعاءه و رجل يسيل فمه قيحا و دما و رجل يأكل لحمه قال : فيقال لصاحب التابوت : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد مات و في عنقه أموال الناس ثم يقال للذي يجر أمعاءه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان لا يبالي أين ما أصاب البول منه و لا يغسله ثم يقال للذي يسيل فمه قيحا و دما : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان ينظر كل كلمة قبيحة فيستلذها و في رواية : كان يأكل لحوم الناس و يمشي بالنميمة ثم يقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس ـ يعني بالغيبة ـ ] .
فنسأل الله العفو و العافية بمنه و كرمه إنه أرحم الراحمين .
موعظة : أيها العبيد تذكروا في مصارع الذين سبقوا و تدبروا في عواقبهم أين انطلقوا و اعلموا أنهم قد تقاسموا و افترقوا أما أهل الخير فسعدوا و أما أهل الشر فشقوا فانظر لنفسك قبل أن تلقى ما لقوا : .
( و المرء مثل هلال عند مطلعه ... يبدو ضئيلا لطيفا ثم يتسق ) .
( يزداد حتى إذا ما تم أعقبه ... كر الجديدين نقصا ثم يمتحق ) .
( كان الشباب رداء قد بهجت به ... فقد تطاير منه للبلا خرق ) .
( و مات مبتسم جد المشيب به ... كالليل ينهض في أعجازه الأفق ) .
( عجبت و الدهر لا تفنى عجائبه ... من راكنين إلى الدنيا و قد صدقوا ) .
( و طالما نغصت بالفجع صاحبها ... بطارق الفجع و التنغيص قد طرقوا ) .
( دار لعهد بها الآجال مهلكة ... و ذو التجارب فيها خائف فرق ) .
( يا للرجال مخدوع بباطلها ... بعد البيان و مغرور بها يثق ) .
( أقول و النفس تدعوني لزخرفها ... أين الملوك ملوك الناس و السوق ) .
( أين الذين إلى لذاتها جنحوا ... قد كان قبلهم عيش و مرتفق ) .
( أمست مساكنهم قفرا معطلة ... كأنهم لم يكونوا قبلها خلقوا ) .
( يا أهل لذة دار لا بقاء لها ... إن اغترارا بظل زائل حمق )