الكبيرة الثالثة و الثلاثون : تشبه النساء بالرجال و تشبه الرجال بالنساء .
في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء ] و في رواية : [ لعن الله الرجله من النساء ] و في رواية قال : [ لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء ] يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في لبسهم و حديثهم و عن [ أبي هريرة Bه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل و الرجل يلبس لبسة المرأة ] .
فإذا لبست المرأة زي الرجال من المقالب و الفرج و الأكمام الضيقة فقد شابهت الرجال في لبسهم فتلحقها لعنة الله و رسوله و لزوجها إذا أمكنها من ذلك أي رضي به و لم ينهها لأنه مأمور بتقويمها على طاعة الله و نهيها عن المعصية لقول الله تعالى { قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة } أي أدبوهم و علموهم و مروهم بطاعة الله و انهوهم عن معصية الله كما يحب ذلك عليكم في حق أنفسكم و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : [ كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع في أهله و مسؤول عنهم يوم القيامة ] و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ ألا هلكت الرجال حين أطاعوا النساء ] و قال الحسن والله ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبه الله تعالى في النار و قال صلى الله عليه و سلم : [ صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ] أخرجه مسلم .
قوله : كاسيات أي من نعم الله عاريات من شكرها و قيل : هو أن تلبس المرأة ثوبا رقيقا يصف لون بدنها و معنى مائلات قيل عن طاعة الله و ما يلزمهن حفظه مميلات أي يعلمن غيرهن الفعل المذموم و قيل مائلات متبخترات مميلات لأكتافهن و قيل مائلات يمتشطن المشطة الميلاء و هي مشطة البغايا و مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة رؤوسهن كأسنمة البخت أي يكبرنها و يعظمنها بلف عصابة أو عمامة أو نحوهما و عن نافع قال : كان ابن عمر و عبد الله ابن عمرو عند الزبير بن عبد المطلب إذ أقبلت امرأة تسوق غنما متنكبة قوسا فقال عبد الله بن عمر : أرجل أنت أم امرأة ؟ فقالت : امرأة فالتفت إلى ابن عمرو فقال : إن الله تعالى لعن على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهون من الرجال بالنساء .
و من الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهار الزينة و الذهب و اللؤلؤ من تحت النقاب و تطيبها بالمسك و العنبر و الطيب إذا خرجت و لبسها الصباغات و الأزر و الحرير و الأقبية القصار مع تطويل الثوب و توسعة الأكمام و تطويلها إلى غير ذلك إذا خرجت و كل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه و يمقت فاعله في الدنيا و الآخرة و هذه الأفعال التي قد غلبت على أكثر النساء قال عنهن النبي صلى الله عليه و سلم : [ اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء ] و قال صلى الله عليه و سلم : ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء فنسأل الله أن يقينا فتنتهن و أن يصلحهن و إيانا بمنه و كرمه .
موعظة : ابن آدم كأنك بالموت و قد فجأك و هجم و ألحقك بمن سبقك من الأمم و نقلك إلى بيت الوحدة و الظلم و من ذلك إلى عسكر الموتى مخيمة بين الخيم مفرقا من مالك ما اجتمع و من شملك ما انتظم و لا تدفعه بكثرة الأموال و لا بقوة الخدم و ندمت على التفريط غاية الندم فيا عجبا لعين تنام و طالبها لم ينم متى تحذر مما توعد و تهدد و متى تضرم نار الخوف في قلبك و تتوقد إلى متى حسناتك تضمحل و سيئاتك تجدد إلى متى لا يهولك زجر الواعظ و إن شدد إلى متى أنت بين الفتور و التواني تتردد متى تحذر يوما فيه الجلود تنطق و تشهد متى تترك ما يفني فيما لا ينفذ متى تهب بك في بحر الوجد ريح الخوف و الرجاء متى تكون في الليل قائما إذا سجا أين الذين عاملوا مولاهم و انفردوا و قاموا في الدجى و ركموا و سجدوا و قدموا إلى باب في الأسحار و وفدوا و صاموا هواجر النهار فصبروا و اجتهدوا لقد ساروا و تخلفت وفاتك ما وجدوا و بقيت في أعقابهم و إن لم تلحق بعدوا : .
( يا نائم الليل متى ترقد ... قم يا حبيبي قد دنا الموعد ) .
( من نام حتى ينقضي ليله ... لم يبلغ المنزل أو يجهد ) .
( فقل لذوي الألباب أهل التقى ... قنطرة العرض لكم موعد )