@ 568 @ قومه فقالوا له أنت قتلته حسدا على خلقه ولينه فقال كيف أقتله ومعي ابناه فاختاروا من شئتم فاختاروا سبعين فانتهوا إليه فقالوا له من قتلك يا هارون قال ما قتلني أحد ولكن توفاني الله تعالى فأخذتهم الرجفة فماتوا كلهم فقال موسى ! 2 < رب لو شئت أهلكتهم من قبل > 2 ! وإياي وروي عن ابن عباس أنه قال لما انطلق موسى إلى الجبل أمر بأن يختار سبعين رجلا من قومه فاختار من كل سبط ستة رجال فبغلوا اثنين وسبعين فقال موسى إني أمرت بسبعين فليرجع اثنان ولهما أجر من حضر فرجع يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا فذهب موسى مع السبعين إلى الجبل فلما رجع إليهم موسى من المناجاة قالوا له إنك قد لقيت ربك فأرنا الله جهرة حتى نراه كما رأيته فجاءتهم نار فأحرقتهم فماتوا فقال موسى حين أماتهم الله ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل ) هذا اليوم ! 2 < وإياي > 2 ! معهم ! 2 < أتهلكنا بما فعل السفهاء منا > 2 ! يعني أتوقعني في ملامة بني إسرائيل وتعييرهم بفعل هؤلاء السفهاء ثم أحياهم الله تعالى .
وروى أسباط عن السدي قال إن موسى انطلق بسبعين من بني إسرائيل يعتذرون إلى ربهم عن عبادة العجل وذكر نحو حديث عبد الله بن عباس ثم قال ! 2 < إن هي إلا فتنتك > 2 ! يعني بليتك وعذابك ويقال عبادة العجل بليتك حيث جعلت الروح فيه ! 2 < تضل بها > 2 ! يعني بالفتنة ! 2 < من تشاء وتهدي من تشاء > 2 ! من الفتنة ! 2 < أنت ولينا > 2 ! يعني حافظنا وناصرنا ! 2 < فاغفر لنا > 2 ! ذنوبنا ! 2 < وارحمنا > 2 ! يعني ولا تعذبنا ! 2 < وأنت خير الغافرين > 2 ! يعني المتجاوزين عن الذنوب $ سورة الأعراف 156 $ .
قوله تعالى ! 2 < واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة > 2 ! يعني اقض لنا وأعطنا في الدنيا العلم والعبادة والنصرة والرزق الحلال الحسن ! 2 < وفي الآخرة حسنة > 2 ! يعني أعطنا في الآخرة حسنة وهي الجنة ( إنا هدنا إليك ) يعني تبنا إليك وأقبلنا إليك هكذا قال عكرمة ومجاهد وعطاء وقتادة وأصله في اللغة الرجوع من الشيء إلى الشيء ! 2 < قال عذابي أصيب به من أشاء > 2 ! من عبادي يعني هذا عذابي أخص به من أشاء من العباد من كان أهلا لذلك ^ ورحمتي وسعت كل شيء ^ إن رحمتهم ويقال إن الزلزلة والرجفة كانتا عذابي وأنا أنزلتهما وأنا أصيب بالعذاب من أشاء وما سألت من الغفران فمن رحمتي ^ ورحمتي وسعت كل شيء ^ من كان أهلا لها ويقال لكل شيء حظ من رحمتي .
وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن قتادة والحسن قالا ^ ورحمتي وسعت كل شيء ^ يعني وسعت في الدنيا البر والفاجر هي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة ويقال لما نزلت هذه الآية ^ ورحمتي وسعت كل شيء ^ تطاول إبليس وقال انا من تلك الأشياء فأكذبه