@ 387 @ وهذه الآية نزلت في شأن جابر بن عبد الله سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لي أختا فما لي من ميراثها فنزلت هذه الآية فبين ميراث جابر أولا ثم ميراث أخته فصارت الآية عامة لجميع الناس .
قال تعالى ! 2 < إن امرؤ هلك > 2 ! يعني إن مات رجلا ! 2 < ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك > 2 ! من المال ! 2 < وهو يرثها > 2 ! يعني إذا ماتت الأخت والأخ حي ورثها ! 2 < إن لم يكن لها ولد > 2 ! وقد ذكرت الآية حكم الأخ والأخت إذا لم يكن لهما ولد ولم يبين أنه لو كان لأحدهما ولد فمات أحدهما فما حكمه ولكن بين على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن الأخ إذا مات وترك أبنة وأختا أن للابنة النصف وما بقي فللأخت وإن كانت الأخت هي التي ماتت وتركت ابنة وأخا فللأبنة النصف وما بقي فللأخ وفي هذا إجماع وفي الأول اختلاف قال ابن عباس رضي الله عنه لا ترث الأخت مع الابنة شيئا وخالفه جميع الصحابة رضي الله عنهم وقالوا كلهم الأخت مع البنات عصبة .
ثم قال تعالى ! 2 < فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك > 2 ! يعني إذا كان للميت أختان أو أكثر فلهما الثلثان إذا كانتا اثنتين وإن كن أكثر من ذلك فلهن الثلثان أيضا بالإجماع ثم قال ! 2 < وإن كانوا إخوة رجالا ونساء > 2 ! يعني أخوة وأخوات ! 2 < فللذكر مثل حظ الأنثيين > 2 ! يعني لكل أخ سهمان ولكل أخت سهم هذا إذا كانت الإخوة والأخوات من الأب والأم أو من الأب خاصة فأما إذا كانوا من قبل الأم فهم شركاء في الثلث ليس لهم أكثر من ذلك كما ذكر في أول السورة وهذا بالإجماع .
ثم قال تعالى ! 2 < يبين الله لكم أن تضلوا > 2 ! يعني يبين الله لكم قسمة المواريث لكي لا تضلوا ولا تخطئوا في قسمتها وقد يحذف لا فيراد به إثباته كقوله ^ وألقى فى الأرض روسى أن تميد بكم ^ سورة لقمان 10 يعني أن لا تميد بكم وقد يثبت ويراد به حذفه كقوله تعالى ! 2 < قال ما منعك ألا تسجد > 2 ! سورة الأعراف 12 يعني أن تسجد وكقوله ! 2 < فلا أقسم > 2 ! سورة القيامة 1 يعني أقسم ثم قال ^ والله بكل شيء عليم ^ من قسمة المواريث وغيره يعني اتبعوا ما أنزل الله تعالى وبين لكم في كتابه والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما