@ 218 @ .
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر ! 2 < التوراة > 2 ! بكسر الراء والباقون بالفتح .
وقوله تعالى ! 2 < هدى للناس > 2 ! معناه وأنزل أيضا التوراة على موسى والإنجيل على عيسى عليهما السلام بيانا لبني إسرائيل من الضلالة ! 2 < وأنزل الفرقان > 2 ! على محمد صلى الله عليه وسلم بعد التوراة والإنجيل وقال الكلبي ! 2 < الفرقان > 2 ! هو الحلال والحرام يعني بيان الحلال والحرام ويقال المخرج من الشبهات .
ثم قال تعالى ! 2 < إن الذين كفروا بآيات الله > 2 ! يعني جحدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أوتي به من آيات نبوته والقرآن ! 2 < لهم عذاب شديد > 2 ! في الآخرة .
قال الكلبي نزلت في وفد نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجادلوه بالباطل ويقال نزلت في شأن اليهود ويقال نزلت في شأن مشركي العرب ! 2 < والله عزيز ذو انتقام > 2 ! يعني منيع بالنقمة يعني ينتقم ممن عصاه .
^ إن الله لا يخفى عليه شيء ^ يعني لا يذهب ولا يغيب عنه شيء ! 2 < في الأرض ولا في السماء > 2 ! معناه أنه لا يخفى عليه قول الكفار وعملهم فيجازيهم يوم القيامة وهم وفد نجران وسائر المشركين $ سورة آل عمران الآية 6 $ .
ثم أخبر عن صنعه ليعتبروا بذلك فقال تعالى ! 2 < هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء > 2 ! يعني يخلقكم كيف يشاء قصيرا أو طويلا حسنا أو ذميما ذكرا أو أنثى ويقال شقيا أو سعيدا وهذا كما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الولد في بطن الأم يكون نطفة أربعين يوما ثم يصير علقة أربعين يوما ثم يصير مضغة أربعين يوما ثم ينفخ فيه الروح ثم يكتب شقي أم سعيد .
وذكر عن إبراهيم بن أدهم أن القراء اجتمعوا إليه ليسألوا ما عنده من الحديث فقال لهم إني مشغول بأربعة أشياء فلا أتفرغ لرواية الحديث فقيل له وما ذاك الشغل فقال أحدها إني أتفكر في يوم الميثاف حيث قال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فلا أدري من أي الفريقين كنت في ذلك الوقت والثاني حيث صورني في رحم أمي فقال الملك الموكل على الأرحام يا رب شقي هو أم سعيد فلا أدري كيف كان الجواب