@ 568 @ .
قوله تعالى ! 2 < ولسوف يعطيك ربك فترضى > 2 ! يعني يعطيك ثواب طاعتك حتى ترضى وسوف من الله تعالى واجب .
ويقال ! 2 < ولسوف يعطيك > 2 ! الحوض والشفاعة حتى ترضى .
ثم ذكر له ما أنعم عليه في الدنيا وفي الآخرة .
فقال عز وجل ! 2 < ألم يجدك يتيما فآوى > 2 ! يعني كنت يتيما فضمك إلى عمك أبي طالب فكفاك المؤنة يعني حين كنت يتيما ! 2 < ما ودعك ربك > 2 ! فكيف يودعك بعد ما أوحى إليك .
ثم قال عز وجل ! 2 < ووجدك ضالا فهدى > 2 ! يعني وجدك جاهلا بالنبوة والحكمة وبالكتاب وقراءته والدعوة إلى الإيمان فهداك إلى هذه الأشياء كقوله ! 2 < ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان > 2 ! [ الشورى 52 ] ويقال ! 2 < ووجدك ضالا > 2 ! يعني من بين قوم ضلال ! 2 < فهدى > 2 ! يعني حفظك من أمرهم وعن أخلاقهم .
ويقال ! 2 < ووجدك > 2 ! بين قوم ضلال فهداهم بك .
ثم قال عز وجل ! 2 < ووجدك عائلا فأغنى > 2 ! يعني وجدك فقيرا بلا مال فأغناك بمال خديجة .
ويقال وجدك فقيرا عن القرآن والعلم فأغناك بالقرآن والعلم ويقال فوجدك فقير القلب يعني لترجو أموال الناس فأغناك يعني أغنى قلبك وأرضاك بما أعطاك $ سورة الضحى 9 - 11 $ .
ثم قال تعالى ! 2 < فأما اليتيم فلا تقهر > 2 ! يعني لا تظلمه وادفع إليه حقه .
ويقال معناه واذكر يتمك وارحم اليتيم .
وقال مجاهد ! 2 < فلا تقهر > 2 ! يعني فلا تقهره .
وروي عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ^ فأما اليتيم فلا تكهر ^ .
يعني لا تعبس في وجهه .
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من ضم يتيما وكان محسنا في نفقته كان له حجابا من النار يوم القيامة ومن مسح برأسه كان له بكل شعرة حسنة .
قوله تعالى ! 2 < وأما السائل فلا تنهر > 2 ! يعني لا تؤذه ولا تزجره واذكر فقرك ولا تزجر السائل ولا تنهره ورده ببذل يسير أو بكلمة طيبة .
وفي الآية تنبيه لجميع الخلق لأن كل واحد من الناس كان فقيرا في الأصل فإذا أنعم الله عليه وجب أن يعرف حق الفقراء .
ثم قال عز وجل ! 2 < وأما بنعمة ربك فحدث > 2 ! يعني بهذا القرآن فيعلم الناس .
وفي الآية تنبيه لجميع من يعلم القرآن أن يحتسب في تعليم غيره .
ويقال معناه فحدث الناس بما آتاك الله من الكرامة ويقال معناه اجهر بالقرآن في الصلاة .
وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده ) يعني يشكر بما أنعم الله عليه ويحدث به فيظهر على نفسه أثر النعمة والله الموفق و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد