@ 117 @ أحدهما لأن في الكلام دليلا وقد ذكر في آية أخرى قال ^ يكور اليل على النهار ويكور النهار على اليل ^ [ الزمر 5 ] .
ثم قال عز وجل ! 2 < والشمس تجري لمستقر لها > 2 ! قال مقاتل يعني لوقت لها .
وقال الكلبي تسير في منازلها .
وقال القتبي ! 2 < والشمس تجري لمستقر لها > 2 ! ومستقرها أقصى منازلها في الغروب وذلك لأنها لا تزال تتقدم في كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزها .
وطريق آخر ما روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم عند غروب الشمس فقال ( يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ) قلت الله ورسوله أعلم .
قال ( فإنها تغرب وتذهب حتى تسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع وتطلب فإذا طال عليها قيل لها اطلعي مكانك فذلك قوله ! 2 < والشمس تجري لمستقر لها > 2 ! قال مستقرها تحت العرش ) .
ثم قال ! 2 < ذلك تقدير العزيز العليم > 2 ! ! 2 < العزيز > 2 ! بالنقمة ! 2 < العليم > 2 ! بما قدره من أمرها وخلقها .
وروى عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه كان يقرأ ^ والشمس تجري لا مستقر لها ^ يعني لا تقف ولا تستقر ولكنها جارية أبدا .
ثم قال عز وجل ! 2 < والقمر قدرناه منازل > 2 ! قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ! 2 < والقمر > 2 ! بالضم وقرأ الباقون بنصب الراء .
فمن قرأ بالضم فله وجهان .
أحدهما أن يكون على الابتداء والثاني معناه ! 2 < وآية لهم > 2 ! القمر عطف على قوله ! 2 < وآية لهم الليل > 2 ! .
ومن قرأ بالنصب فمعناه وقدرنا القمر .
وقال مقاتل في قوله ! 2 < والقمر قدرناه منازل > 2 ! يعني قدرنا منازل في السماء يبدو رقيقا ثم يستوي ثم ينقص في آخر الشهر .
وقال الكلبي ! 2 < قدرناه منازل > 2 ! أي قدرناه منازل بالليل ينزل كل ليلة في منزل ويصعد في منزل حتى ينتهي إلى مستقره الذي لا يجاوزه ثم يعود إلى أدنى منازله .
ويقال إن القمر يدور في منازله في شهر واحد مثل ما تدور الشمس في منازلها في سنة واحدة .
قال مقاتل وذلك أن القمر عرضه ثمانون فرسخا مستديرة والشمس هكذا وكان ضوؤهما واحدا فأخذ تسعة وتسعون جزءا من القمر فألحقت بالشمس .
وروي عن ابن عباس أنه قال القمر أربعون فرسخا في أربعين فرسخا والشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا .
وقال بعضهم القمر والشمس عرض كل واحد منهما مثل الدنيا كلها .
ثم قال تعالى ! 2 < حتى عاد كالعرجون القديم > 2 ! يعني صار كالعذق اليابس المتقوس