@ 83 @ غرورا وأماني دعاهم إليها فأجابوه .
وقال قتادة والله ما كان ظنه إلا ظنا فنزل الناس عند ظنه .
وقال معمر قال لي مقاتل إن إبليس لما أنزل آدم عليه السلام ظن أن في ذريته من سيكون أضعف منه فصدق عليهم ظنه .
فإن قيل في آية أخرى ^ إنما سلطنه على الذين يتولونه ^ [ النحل 100 ] وهاهنا يقول ! 2 < وما كان له عليهم من سلطان > 2 ! قيل له أراد بالسلطان هناك الحجة يعني إنما حجته على الذين يتولونه وهاهنا أراد به الملك والقهر يعني لم يكن له عليهم ملك يقهرهم به .
ويقال معنى الآيتين واحد لأن هناك قال إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا .
وهاهنا قال ! 2 < وما كان له عليهم من سلطان > 2 ! يعني حجة وعلى فريق من المؤمنين إلا بالتزيين والوسوسة منه .
! 2 < إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة > 2 ! يعني يميز من يصدق بالبعث ^ ممن هو في شك ^ يعني من قيام الساعة .
وقال القتبي علم الله نوعان أحدهما علم ما يكون من إيمان المؤمنين وكفر الكافرين من قبل أن يكون وهذا علم لا يجب به حجة ولا عقوبة .
والآخر علم الأمور الظاهرة فيحق به القول ويقع بوقوعها الجزاء .
يعني ما سلطانه عليهم إلا لنعلم إيمان المؤمنين ظاهرا موجودا وكفر الكافرين ظاهرا موجودا .
وكذلك قوله ! 2 < أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم > 2 ! [ آل عمران 142 ] الآية .
ثم قال عز وجل ^ وربك على كل شيء حفيظ ^ يعني عالما باليقين والشك ويقال عالم بما يكون منهم قبل كونه ويقال ! 2 < حفيظ > 2 ! يحفظ أعمالهم ليجازيهم $ سورة سبأ 22 - 23 $ .
ثم قال عز وجل ! 2 < قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله > 2 ! يعني قل لكفار مكة ^ ادعو الذين زعمتم من دون الله ^ أنهم آلهة فيكشفوا عنكم الضر الذي نزل بكم من الجوع يعني الأصنام .
ويقال الملائكة عليهم السلام ! 2 < لا يملكون مثقال ذرة > 2 ! يعني نملة صغيرة ! 2 < في السماوات ولا في الأرض > 2 ! يعني إذا كان حالهم هذا فمن أين جعلوا لهم الشركة في العبادة .
ثم قال ! 2 < وما لهم فيهما من شرك > 2 ! يعني في خلق السموات والأرض من عون ويقال ما لهم فيها من نصيب ! 2 < وما له منهم من ظهير > 2 ! يعني معين من الملائكة الذين يعبدونهم .
ثم ذكر أن الملائكة لا يملكون شيئا من الشفاعة فقال عز وجل ! 2 < ولا تنفع الشفاعة عنده > 2 ! يعني لا تنفع الشفاعة لأحد لا نبيا ولا ملكا ! 2 < إلا لمن أذن له > 2 ! أن يشفع لأحد من أهل التوحيد .
قرأ نافع وابن كثير وعاصم في إحدى الروايتين ! 2 < إلا لمن أذن له > 2 ! بالنصب يعني حتى يأذن الله عز وجل له .
قرأ الباقون بالضم على فعل ما لم يسم فاعله ومعناه مثل الأول