@ 53 @ الله فقال بلى وما ألوم نفسي فيك قد التمست العز في مظانه وقلقلت في كل مقلقل فأبى الله إلا أن يمكنك مني .
فأمر بضرب عنقه .
ثم جاؤوا بعزاز بن سموأل فقال ( ألم يمكني الله منك ) فقال بلى يا أبا القاسم فضرب عنقه .
ثم قال لسعد ( عليك بمن بقي ) .
وقال ( لا تجمعوا عليهم حرين حر الهاجرة وحر السيف ) .
فحبسهم في دار الحارث وفي بعض الروايات ببيت خراب .
ثم أخرجهم رسلا فقتلهم على الولاء والترتيب .
فقال بعضهم لبعض في الحبس ما تراهم يصنعون بنا فقال واحد ألا تعقلون أنهم يقتلون ألا ترون أن الداعي لا يسكت ومن ذهب لا يرجع فقتلوا كلهم ولم يسلم أحد منهم .
كان فيهم رجل يقال له زبير بن باطا فكلم ثابت بن قيس بن شماس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره فقال إن الزبير بن باطا له عندي يد وقد أعانني يوم بغاث فهبه لي يا رسول الله حتى أعتقه .
فقال عليه السلام ( هو لك ) .
فجاء إليه فقال يا أبا عبد الرحمن أتعرفني قال نعم .
وهل ينكر الرجل أخاه أنت ثابت بن قيس .
قال أتذكر يدا لك عندي يوم بغاث .
قال نعم إن الكريم يجزي باليد فاجز بها .
فقال قد وهبك النبي صلى الله عليه وسلم لي وقد أعتقتك .
قال شيخ كبير لا أهل له كيف يعيش فجاء ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في أهله فقال ( لك أهله ) .
فجاء إليه .
فقال قد وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك فهي لك .
فقال شيخ كبير أعمى وامرأة ضعيفة وأطفال صغار لا مال لهم كيف يعيشون فقام ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله ماله .
فقال ( لك ماله ) .
فجاء إليه .
فقال قد وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لي فهو لك .
فقال ما فعل كعب بن أسد الذي وجهه كأنه مرآة صينية تتراءى فيها عذارى الحي قال قتل .
قال فما فعل بعزاز بن سموأل مقدم اليهود إذا حملوا وحاميهم إذا انصرفوا قال قتل قال فما فعل بسيد الحاضر والبادي حيي بن أخطب يحملهم في الحرب ويطعمهم في المحل قال قتل .
قال فما فعل بفلان وفلان قال قتل .
قال فقال يا ابن الأخ لا خير في الحياة بعد أولئك ألا اصبر فيه قدر فراغ دلو ماء حتى ألقى الأحبة .
قال أبو بكر ويلك يا ابن باطا والله ما هو إفراغ دلو ماء ولكنه عذاب الله أبدا .
يا ابن الأخ قدمني إلى مصارع قومي فاضرب ضربة أجهز بها وأرفع يدك عن العظام وألصق بالرأس فإن أحسن الجسد أن يكون فيه شيء من العنق .
فقال ثابت ما كنت لأقتلك .
قال ما أبالي من قتلني فتقدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه .
وغنم الله عز وجل رسوله أموال بني قريظة وذراريها فقسمها بين المسلمين .
فنزل قوله تعالى ! 2 < وأنزل الذين ظاهروهم > 2 ! يعني عاونوهم ! 2 < من أهل الكتاب > 2 ! وهم بنو قريظة .
( من صياصيهم ) يعني من قصورهم وحصونهم وأصل الصياصي في اللغة قرون الثور لأنه يتحصن بها .
فقيل للحصون صياصي لأنها تمنع