@ 14 @ ! 2 < المضعفون > 2 ! أي الواجدين من الضعف .
كما يقال أكذبته إذا وجدته كاذبا .
ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده فقال عز وجل ! 2 < الله الذي خلقكم > 2 ! ولم تكونوا شيئا ! 2 < ثم رزقكم > 2 ! يعني أطعمكم ما عشتم في الدنيا ! 2 < ثم يميتكم > 2 ! عند انقضاء آجالكم ! 2 < ثم يحييكم > 2 ! للبعث بعد الموت لينبئكم بما عملتم في الدنيا ويجازيكم ^ هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ^ يعني يفعل كفعله .
ثم نزه نفسه فقال ! 2 < سبحانه وتعالى عما يشركون > 2 ! وقد ذكرناه ويقال الله الذي خلقكم وطلب منكم العبادة ثم رزقكم وطلب منكم الطمأنينة ثم يميتكم وطلب منكم الاستعداد للموت ثم ^ يحييم ^ وطلب منكم الحجة والبرهان $ سورة الروم 41 - 42 $ .
قوله عز وجل ! 2 < ظهر الفساد في البر والبحر > 2 ! يعني قحط المطر ونقص الثمار للناس والنبات للدواب .
يعني نقص النبات في البر للدواب والوحوش وفي ! 2 < البحر > 2 ! يعني القرى والأرضين ينقصان الثمار والزرع .
سمى القرى والمدائن بحرا لما يجري فيها من الأنهار ويقال البحر نفسه لأنه إذا لم يكن مطر فإنه لا يخرج منه اللؤلؤ ! 2 < بما كسبت أيدي الناس > 2 ! يعني بما عملوا من المعاصي .
ويقال من أذنب ذنبا فجميع الخلق من الإنس والجن والدواب والوحوش والطير والذر خصماؤه يوم القيامة لأنه يمنع المطر بالمعصية فيضر بأهل البر والبحر .
وذكر عن شفيق الزاهد أنه قال من أكل الحرام فقد خان جميع الناس حيث لا يستجاب دعاؤه .
ويقال ! 2 < ظهر الفساد في البر والبحر > 2 ! يعني ظهرت المعاصي في البر والبحر ! 2 < بما كسبت أيدي الناس > 2 ! يعني بكسب الناس .
فأول فساد البر كان من قابيل حيث قتل أخاه هابيل وأول فساد البحر كان من جلندا حيث كان يأخذ كل سفينة غصبا .
وقال عطية العوفي ظهور الفساد قحوط المطر .
قيل له هذا فساد البر فما فساد البحر قال إذا قل المطر قل الغوص .
وقال قتادة ! 2 < ظهر الفساد في البر والبحر > 2 ! يعني امتلأت الضلالة والظلم في الأرض .
وروي عن أبي العالية أنه قال البر الأعضاء والبحر القلوب يعني ظهر الفساد في الناس في الأعضاء وفي القلوب .
ثم قال ! 2 < ليذيقهم بعض الذي عملوا > 2 ! يعني يعذبهم ببعض ذنوبهم في الدنيا ويدخر البعض في الآخرة .
والذوق إنما هو كناية عن التعذيب .
فكأنه يقول يعذبهم بالجوع والقحط