وقوله : 59 - { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } قيل إنهم قالوا : حنطة وقيل غير ذلك والصواب أنهم قالوا حبة في شعرة كما سيأتي مرفوعا إلى النبي A وقوله : { فأنزلنا على الذين ظلموا } هو من وضع الظاهر موضع المضمر لنكتة كما تقرر في علم البيان وهي هنا تعظيم الأمر عليهم وتقبيح فعلهم ومنه قول عدي بن زيد : .
( لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا ) .
فكرر الموت في البيت ثلاثا تهويلا لأمره وتعظيما لشأنه وقوله : { رجزا } بكسر الراء في قراءة الجميع إلا ابن محيصن فإنه قرأ بضم الراء والرجز : العذاب والفسق قد تقدم تفسيره وقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { ادخلوا هذه القرية } قال : بيت المقدس وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : هي أريحاء قرية من بيت المقدس وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : { ادخلوا الباب } قال : باب ضيق { سجدا } قال : ركعا وقوله : { حطة } قال : مغفرة فدخلوا من قبل أستاههم وقالوا حنطة استهزاء قال : فذلك قوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الباب هو أحد أبواب بيت المقدس وهو يدعى باب حطة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال : قيل لهم : { ادخلوا الباب سجدا } فدخلوا مقنعي رؤوسهم وقالوا حنطة : حبة حمراء فيها شعيرة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { ادخلوا الباب سجدا } قال : طأطئوا رؤوسكم { وقولوا حطة } قال : قولوا : لا إله إلا الله وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : { قولوا حطة } قال : لا إله إلا الله وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : كان الباب قبل القبلة وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي A قال : [ قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدا وقولوا : حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاهم وقالوا حبة في شعرة ] وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وأبي هريرة قالا : قال رسول الله A : [ دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاهم وهم يقولون حنطة في شعيرة ] والأول أرجح لكونه في الصحيحين وقد أخرجه معهما من أخرج هذا الحديث الآخر : أعني ابن جرير وابن المنذر وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب وأخرج مسلم وغيره من حديث أسامة بن زيد وسعد بن مالك وخزيمة بن ثابت قالوا : قال رسول الله A : [ وإن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به أناس من قبلكم فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها ]