ثم ذكر سبحانه أحوال الناس وتفرقهم فريقين على جهة الإجمال فقال : { فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية } قد تقدم القول في الميزان في سورة الأعراف وسورة الكهف وسورة الأنبياء .
وقد اختلف فيها هنا فقيل هي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله وبه قال الفراء وغيره وقيل هي جمع ميزان وهو الآلة التي توضع فيها صحائف الأعمال وعبر عنه بلفظ الجمع كما يقال لكل حادثة ميزان وقيل المراد بالموازين الحجج والدلائل كما في قول الشاعر : .
( لقد كنت قبل لقائكم ذا مرة ... عندي لكل مخاصم ميزانه ) .
ومعنى عيشة راضية مرضية يرضاها صاحبها قال الزجاج : أي ذات رضى يرضاها صاحبها وقيل عيشة راضية : أي فاعلة للرضى وهو اللين والانقياد لأهلها والعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة