وقد فسر الله سبحانه هذه البينة المجملة بقوله : 2 - { رسول من الله } فاتضح الأمر وتبين أنه المراد بالبينة وقال قتادة وابن زيد : البينة هي القرآن كقوله : { أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } وقال أبو مسلم : المراد بالبينة مطلق الرسل والمعنى : حتى تأتيهم رسل من الله وهم الملائكة يتلون عليهم صحفا مطهرة والأول أولى قرأ الجمهور { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } وقرأ ابن مسعود لم يكن المشركون وأهل الكتاب قال ابن العربي : وهي قراءة في معرض البيان لا في معرض التلاوة وقرأ الأعمش والنخعي : والمشركون بالرفع عطفا على الموصول وقرأ أبيفما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركون قرأ الجمهور { رسول من الله } برفع رسول على أنه بدل كل من كل مبالغة أو بدل اشتمال قال الزجاج : رسول رفع على البدل من البينة وقال الفراء : رفع على أنه خبر مبتدأ مضمر : أي هي رسول أو هو رسول وقرأ أبي وابن مسعود رسولا بالنصب على القطع وقوله : { من الله } متعلق بمحذوف هو صفة لرسول : أي كائن من الله ويجوز تعلقه بنفس رسول وجوز أبو البقاء أن يكون حالا من صحف والتقدير : يتلو صحفا مطهرة منزلة من الله وقوله : { يتلو صحفا مطهرة } يجوز أن تكون صفة أخرى لرسول أو حالا من متعلق الجار والمجرور قبله ومعنى يتلو : يقرأ يقال تلا يتلو تلاوة والصحف جمع صحيفة وهي ظرف المكتوب ومعنى مطهرة : أنها منزهة من الزور والضلال قال قتادة : مطهرة من الباطل وقيل مطهرة من الكذب والشبهات والكفر والمعنى واحد والمعنى : أنه يقرأ ما تتضمنه الصحف من المكتوب فيها لأنه كان A يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب كما تقدم