2 - { وما أدراك ما ليلة القدر } ليلة الحكم قيل سميت ليلة القدر لأن الله سبحانه يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة وقيل إنها سميت بذلك لعظيم قدرها وشرفها من قولهم : لفلان قدر : أي شرف ومنزلة كذا قال الزهري وقيل سميت بذلك لأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا وقال الخليل : سميت ليلة القدر لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة كقوله : { ومن قدر عليه رزقه } أي ضيق .
وقد اختلف في تعيين ليلة القدر على أكثر من أربعين قولا قد ذكرناها بأدلتها وبينا الراجح منها في شرحنا للمنتقى { وما أدراك ما ليلة القدر } هذا الاستفهام فيه تفخيم لشأنها حتى كأنها خارجة عن دراية الخلق لا يدريها إلا الله سبحانه قال سفيان : كل ما في القرآن من قوله : وما أدراك فقد أدراه وكل ما فيه وما يدريك فلم يدره وكذا قال الفراء والمعنى : أي شيء تجعله داريا بها ؟ وقد قدمنا الكلام في إعراب هذه الجملة في قوله : { وما أدراك ما الحاقة }