21 - { ولسوف يرضى } اللام هي الموطئة للقسم : أي وتالله لسوف يرضى بما نعطيه من الكرامة والجزاء العظيم قرأ الجمهور { يرضى } مبنيا للفاعل وقرئ مبنيا للمفعول .
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس { والليل إذا يغشى } قال : إذا أظلم وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن ابن مسعود قال : إن أبا بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشر أواق فأعتقه لله فأنزل الله { والليل إذا يغشى } إلى قوله : { إن سعيكم لشتى } سعي أبي بكر وأمية وأبي إلى قوله : { وكذب بالحسنى } قال : لا إله إلا الله إلى قوله : { فسنيسره للعسرى } قال : النار وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : { فأما من أعطى } من الفضل { واتقى } قال : اتقى ربه { وصدق بالحسنى } قال : صدق بالخلف من الله { فسنيسره لليسرى } قال : للخير من الله { وأما من بخل واستغنى } قال : بخل بماله واستغنى عن ربه { وكذب بالحسنى } قال : بالخلف من الله { فسنيسره للعسرى } قال للشر من الله وأخرج ابن جرير عنه { وصدق بالحسنى } قال : أيقن بالخلف وأخرج ابن جرير عنه أيضا { وصدق بالحسنى } يقول : صدق بلا إله إلا الله { وأما من بخل واستغنى } يقول : من أغناه الله فلخل بالزكاة وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : كان أبو بكر يعتق على الإسلام بمكة وكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه : أي بني أراك تعتق أناسا ضعفا فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعوك ويدفعون عنك قال أي أبت إنما أريد ما عند الله قال : فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى } وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى } قال : أبو بكر الصديق : { وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى } قال : أبو سفيان بن حرب وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن علي بن أبي طالب قال : كنا مع النبي A في جنازة فقال [ ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة مقعده من النار فقالوا : يا رسول الله أفلا نتكل ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى } إلى قوله { للعسرى } ] وأخرج أحمد ومسلم وغيرهما عن جابر بن عبد الله [ أن سراقة بن مالك قال : يا رسول الله في أي شيء نعمل ؟ أفي شيء ثبتت فيه المقادير وجرت به الأقلام أم في شيء يستقبل فيه العمل ؟ قال : بلى في شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام قال سراقة : ففيم العمل إذن يا رسول الله ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول الله A هذه الآية { فأما من أعطى واتقى } إلى قوله { فسنيسره للعسرى } ] وقد تقدم حديث عمران بن حصين في السورة التي قبل هذه وفي الباب أحاديث من طريق جماعة من الصحابة وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : [ لتدخلن الجنة إلا من يأبى قالوا : ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ فقرأ { الذي كذب وتولى } ] وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي أمامة قال : لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا أدخله الله الجنة إلا من شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله فمن لم يدقني فإن الله يقول : { لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى } كذب بما جاء به محمد A وتولى عنه وأخرج أحمد والحاكم والضياء عن أبي أمامة الباهلي أنه سئل عن ألين كلمة سمعها من رسول الله A فقال : سمعت رسول الله A يقول [ ألا كلكم يدخل الله الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله ] وأخرج أحمد وابن ماجه وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : [ لا يدخل النار إلا شقي قيل ومن الشقي ؟ قال : الذي لا يعمل لله بطاعة ولا يترك لله معصية ] وأخرج أحمد والبخاري عنه قال : قال رسول الله A : [ كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ] وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله : بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عيسى وأمة بني المؤمل وفيه نزلت { وسيجنبها الأتقى } إلى آخر السورة وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير ما قدمنا عنه وزاد فيه فنزلت فيه هذه الآية { فأما من أعطى واتقى } إلى قوله : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى } وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عنه نحو هذا من وجه آخر وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { وسيجنبها الأتقى } قال : هو أبو بكر الصديق