15 - { ولا يخاف عقباها } أي فعل الله ذلك بهم غير خائف من عاقبة ولا تبعة والضمير في عقباها يرجع إلى الفعلة أو إلى الدمدمة المدلول عليها بدمدم وقال السدي والضحاك والكلبي : إن الكلام يرجع إلى العاقر لا إلى الله سبحانه : أي لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع وقيل لا يخاف رسول الله A عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم والأول أولى قرأ الجمهور { ولا يخاف } بالواو وقرأ نافع وابن عامر بالفاء .
وقد أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس { وضحاها } قال : ضوئها { والقمر إذا تلاها } قال : تبعها { والنهار إذا جلاها } قال : أضاءها { والسماء وما بناها } قال : الله بنى السماء { والأرض وما طحاها } قال : دحاها { فألهمها فجورها وتقواها } قال : علمها الطاعة والمعصية وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه : { والأرض وما طحاها } يقول : قسمها { فألهمها فجورها وتقواها } قال : من الخير والشر وأخرج الحاكم وصححه عنه أيضا { فألهمها } قال : ألزمها فجورها وتقواها وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين [ أن رجلا قال : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قد قضي عليهم ومضى في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال : بل شيء قد قضي عليهم ؟ قال : فلم يعملون إذن ؟ قال : من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين يهيئه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } ] وسيأتي في السورة التي بعد هذه نحو هذا الحديث وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله A يقول : .
[ اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ] وأخرجه ابن المنذر الطبراني وابن مردويه من حديث ابن عباس وزاد [ كان إذا تلا هذه الآية { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } قال : فذكره ] وزاد أيضا وهو في الصلاة وأخرج حديث زيد بن أرقم مسلم أيضا وأخرج نحوه أحمد من حديث عائشة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { قد أفلح من زكاها } يقول : قد أفلح من زكى الله نفسه { وقد خاب من دساها } يقول : قد خاب من دس الله نفسه فأضله { ولا يخاف عقباها } قال : لا يخاف من أحد تبعة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه { وقد خاب من دساها } يعني مكر بها وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس [ سمعت رسول الله A يقول في قوله : { قد أفلح من زكاها } الآية : أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير ] وجويبر ضعيف وأخرج ابن جرير عنه أيضا { بطغواها } قال : اسم العذاب الذي جاءها الطغوى فقال : كذبت ثمود بعذابها وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن زمعة قال : [ خطب رسول الله A فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : { إذ انبعث أشقاها } قال : انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة ] وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والبغوي والطبراني وابن مردويه والحاكم وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال : [ قال رسول الله A لعلي : ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ قال بلى قال رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا ] يعني قرنه [ حتى تبتل منه هذه ] يعني لحيته