ثم عطف سبحانه القبيلة الآخرة وهي ثمود على قبيلة عاد فقال : 9 - { وثمود الذين جابوا الصخر بالواد } وهم قوم صالح سموا باسم جدهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ومعنى جابوا الصخر : قطعوه والجوب القطع ومنه جاب البلاد : إذا قطعها ومنه سمي جيب القميص لأنه جيب : أي قطع قال المفسرون : أول من نحت الجبال والصخور ثمود فبنوا من المدائن ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة ومنه قوله سبحانه : { ينحتون من الجبال بيوتا آمنين } وكانواينحتون الجبال وينقبونها ويجعلون تلك الأنقاب بيوتا يسكنون فيها وقوله : { بالواد } متعلق بجابوا أو بمحذوف على أنه حال من الصخر وهو وادي القرى قرأ الجمهور { ثمود } بمنع الصرف على أنه اسم للقبيلة ففيه التأنيث والتعريف وقرأ يحيى بن وثاب بالصرف على أنه اسم لأبيها وقرأ الجمهور أيضا { بالواد } بحذف الياء وصلا ووقفا اتباعا لرسم المصحف وقرأ ابن كثير بإثباتها فيهما وقرأ قنبل في رواية عنه بإثباتها في الوصل دون الوقف