قال الواحدي : ذكر قوم أن قوله : 9 - { كتاب مرقوم } تفسير لسجين وهو بعيد لأنه ليس السجين من الكتاب في شيء على ما حكيناه عن المفسرين والوجه أن يجعل بيانا لكتاب المذكور في قوله : { إن كتاب الفجار } على تقدير هو كتاب مرقوم : أي مكتوب قد بينت حروفه انتهى والأول ما ذكرناه ويكون المعنى : إن كتاب الفجار الذين من جملتهم المطففون : أي ما يكتب من أعمالهم أو كتابة أعمالهم لفي ذلك الكتاب المدون للقبائح المختص بالشر وهو سجين ثم ذكر ما يدل على تهويله وتعظيمه فقال : { وما أدراك ما سجين } ثم بينه بقوله : { كتاب مرقوم } قال الزجاج : معنى قوله : { وما أدراك ما سجين } ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك قال قتادة : ومعنى مرقوم : رقم لهم بشر كأنه أعلم بعلامة يعرف بها أنه كافر وكذا قال مقاتل وقد اختلفوا في نون سجين فقيل هي أصلية واشتقاقه من السجن وهو الحبس وهو بناء مبالغة كخمير وسكير وفسيق من الخمر والسكر والفسق وكذا قال أبو عبيدة والمبرد والزجاج قال الواحد : وهذا ضعيف لأن العرب ما كانت تعرف سجينا ويجاب عنه بأن رواية هؤلاء الأئمة تقوم بها الحجة وتدل على أنه من لغة العرب ومنه قول ابن مقبل : .
( ورفقة يضربون البيض ضاحية ... ضربا تواصت به الأبطال سجينا ) .
وقيل النون بدل من اللام والأصل سجيل مشتقا من السجل وهو الكتاب قال ابن عطية : من قال إن سجينا موضع فكتاب مرفوع على أنه خبر إن والظرف وهو قوله : { لفي سجين } ملغى ومن جعله عبارة عن الكتاب فكتاب خبر مبتدأ محذوف التقدير : هو كتاب ويكون هذا الكلام مفسرا لسجين ما هو ؟ كذا قال قال الضحاك : مرقوم مختوم بلغة حمير وأصل الرقم الكتابة قال الشاعر : .
( سأرقم بالماء القراح إليكم ... على بعدكم إن كان للماء راقم )