ثم ذكر سبحانه الجواب عما تقدم فقال : 5 - { علمت نفس ما قدمت وأخرت } والمعنى : أنها علمته عند نشر الصحف لا عند البعث لأنه وقت واحد من عند البعث إلى عند مصير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار والكلام في إفراد نفس هنا كما تقدم في السورة الأولى في قوله { علمت نفس ما أحضرت } ومعنى { ما قدمت وأخرت } ما قدمت من عمل خير أو شر وما أخرت من سنة حسنة أو سيئة لأن لها أجر ما سنته من السنن الحسنة وأجر من عمل بها وعليها وزر ما سنته من السنن السيئة ووزر من عمل بها وقال قتادة : ما قدمت من معصية وأخرت من طاعة وقيل ما قدم من فرض وأخر من فرض وقيل أول عمله وآخره وقيل إن النفس تعلم عند البعث بما قدمت وأخرت علما إجماليا لأن المطيع يرى آثار السعادة والعاصي يرى آثار الشقاوة وأما العلم التفصيلي فإنما يحصل عند نشر الصحف