قوله 76 - { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله } هذا ترغيب للمؤمنين وتنشيط لهم بأن قتالهم لهذا المقصد لا لغيره { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } أي : سبيل الشيطان أو الكهان أو الأصنام وتفسير الطاغوت هنا بالشيطان أولى لقوله { فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } أي : مكره ومكر من اتبعه من الكفار .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فانفروا ثبات } قال : عصبا يعني سرايا متفرقين { أو انفروا جميعا } يعني : كلكم وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عنه قال في سورة النساء { خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا } نسختها { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ثبات } أي : فرقا قليلا وأخرج عن قتادة في قوله { أو انفروا جميعا } أي : إذا نفر نبي الله A فليس لأحد أن يتخلف عنه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وإن منكم لمن ليبطئن } إلى قوله { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } ما بين ذلك في المنافقين وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان في الآية قال : هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { فليقاتل } يعني يقاتل المشركين { في سبيل الله } في طاعة الله { ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل } يعني : يقتله العدو { أو يغلب } يعني : يغلب العدو من المشركين { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } يعني : جزاء وافرا في الجنة فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الأجر وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { في سبيل الله والمستضعفين } قال : وفي المستضعفين وأخرج ابن جرير عن الزهري قال : وسبيل المستضعفين وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه من طريق العوفي قال : المستضعفون أناس مسلمون كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا منها وأخرج البخاري عنه قال : [ أنا وأمي من المستضعفين ] وأخرج ابن جرير عنه قال : القرية الظالم أهلها مكة وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة مثله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إذا رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا عليه { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } قال مجاهد : كان الشيطان يتراءى لي في الصلاة فكنت أذكر قول ابن عباس فأحمل عليه فيذهب عني