قوله 69 - { ومن يطع الله والرسول } كلام مستأنف لبيان فضل طاعة الله والرسول والإشارة بقوله { فأولئك } إلى المطيعين كما تفيده من { مع الذين أنعم الله عليهم } بدخول الجنة والوصول إلى ما أعد الله لهم والصديق المبالغ في الصدق كما تفيده الصيغة وقيل : هم فضلاء أتباع الأنبياء والشهداء : من ثبتت لهم الشهادة والصالحين : أهل الأعمال الصالحة والرفيق مأخوذ من الرفق وهو لين الجانب والمراد به المصاحب لارتفاقك بصحبته ومنه الرفقة لارتفاق بعضهم ببعض وهو منتصب على التمييز أو الحال كما قال الأخفش .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم } هم يهود كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضا وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه وقد روي من طرق أن جماعة من الصحابة قالوا : لما نزلت الآية لو فعل ربنا لفعلنا أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وأخرجه ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الله بن الزبير وأخرجه أيضا عن شريح بن عبيد وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في صفة الجنة وحسنه عن عائشة قالت : [ جاء رجل إلى النبي A فقال : يا رسول الله : إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلى من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك وعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي A حتى نزل جبريل بهذه الآية { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } الآية ] وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه