هي خمسون آية .
وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر قال قتادة : إلا آية منها وهي قوله : { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } فإنها مدنية وروي هذا عن ابن عباس وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة المرسلات بمكة وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال : [ بينما نحن مع النبي A في غار بمنى إذ نزلت سورة المرسلات عرفا فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي A : اقتلوها فابتدرناه فذهبت فقال النبي A : وقيت شركم كما وقيتم شرها ] وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس أن أم الفضل سمعته وهو يقرأ : { والمرسلات عرفا } فقالت : يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها آخر ما سمعت رسول الله A يقرأ بها في المغرب .
قوله : 1 - { والمرسلات عرفا } قال جمهور المفسرين : هي الرياح وقيل هي الملائكة وبه قال مقاتل وأبو صالح والكلبي وقيل هم الأنبياء فعلى الأول أقسم سبحانه بالرياح المرسلة لما يأمرها به كما في قوله : { وأرسلنا الرياح لواقح } وقوله : { يرسل الرياح } وغير ذلك وعلى الثاني أقسم سبحانه بالملائكة المرسلة بوحيه وأمره ونهيه وعلى الثالث أقسم سبحانه برسله المرسلة إلى عباده لتبليغ شرائعه وانتصاب { عرفا } إما على أنه مفعول لأجله : أي المرسلات لأجل العرف وهو ضد النكر ومنه قول الشاعر : .
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس ) .
أو على أنه حال بمعنى متتابعة يتبع بعضها بعضا كعرف الفرس تقول العرب : سار الناس إلى فلان عرفا واحدا : إذا توجهوا إليه وهم على فلان كعرف الضبع : إذا تألبوا عليه أو على أنه مصدر كأنه قال : والمرسلات إرسالا : أي متتابعة أو على أنه منصوب بنزع الخافض : أي والمرسلات بالعرف قرأ الجمهور { عرفا } بسكون الراء : وقرأ عيسى بن عمر بضمها وقيل المراد بالمرسلات السحاب لما فيها من نعمة ونقمة