6 - { ولا تمنن تستكثر } قرأ الجمهور لا تمنن بفك الإدغام وقرأ الحسن وأبو اليمان والأشهب العقيلي بالإدغام وقرأ الجمهور تستكثر بالرفع على أنه حال : أي ولا تمنن حال كونك مستكثرا وقيل على حذف أن والأصل ولا تمنن أن تستكثر فلما حذفت رفع قال الكسائي : فإذا حذف أن رفع الفعل وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش تستكثر بزيادة أن وقرأ الحسن أيضا وابن أبي عبلة تستكثر بالجزم على أنه بدل من تمنن كما في قوله : { يلق أثاما * يضاعف له } وقول الشاعر : .
( متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا ) .
أو الجزم لإجراء الوصل مجرى الوقف : كما في قول امرئ القيس : .
( فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل ) .
بتسكين أشرب وقد اعترض على هذه القراءة لأن قوله تستكثر لا يصح أن يكون بدلا من تمنن لأن المن غير الاستكثار ولا يصح أن يكون جوابا للنهي .
واختلف السلف في معنى الآية فقيل المعنى : لا تمنن على ربك بما تتحمله من أعباء النبوة كالذي يستكثر ما يتحمله بسبب الغير وقيل لا تعط عطية تلتمس فيها أفضل منها قاله عكرمة وقتادة قال الضحاك : هذا حرمه [ الله ] على رسوله لأنه مأمور بأشرف الآداب وأجل الأخلاق وأباحه لأمته وقال مجاهد : لا تضعف أن تستكثر من الخير من قولك حبل متين : إذا كان ضعيفا وقال الربيع بن أنس : لا تعزم عملك في عينك أن تستكثر من الخير وقال ابن كيسان : لا تستكثر عملا فتراه من نفسك إنما عملك منة من الله عليك إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته وقيل لا تمنن بالنبوة والقرآن على الناس فتأخذ منهم أجرا تستكثره وقال محمد بن كعب : لا تعط مالك مصانعة وقال زيد بن أسلم : إذا أعطيت عطية فأعطها لربك