9 - { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع } أي وأنا مقاعد كائنة للسمع والمقاعد جمع مقعد اسم مكان وذلك أن مردة الجن كانوا يفعلون ذلك ليسمعوا من الملائكة أخبار السماء فيلقونها إلى الكهنة فحرسها الله سبحانه ببعثه رسوله A بالشهب المحرقة وهو معنى قوله : { فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } أي أرصد له ليرمي به أو لأجله لمنعه من السماع وقوله : الآن هو ظرف للحال واستعير للاستقبال وانتصاب رصدا على أنه صفة لشهابا أو مفعول له وهو مفرد ويجوز أن يكون اسم جمع كالحرس .
وقد اختلفوا هل كانت الشياطين ترمي بالشهاب قبل المبعث أم لا ؟ فقال قوم : لم يكن ذلك وحكى الواحدي عن معمر قال : قلت للزهري : أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية ؟ قال نعم قلت : أفرأيت قوله : { وأنا كنا نقعد منها } الآية قال : غلظت وشدد أمرها حين بعث محمد A قال ابن قتيبة : إن الرجم قد كان قبل مبعثه ولكنه لم يكن مثله في شدة الحراسة بعد مبعثه وكانوا يسترقون في بعض الأحوال فلما بعث منعوا من ذلك أصلا وقال عبد الملك بن سابور : لم تكن السماء تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث محمد A حرست السماء ورميت الشياطين بالشهب ومنعت من الدنو إلى السماء وقال نافع بن جبير : كانت الشياطين في الفترة تسمع فلا ترمى فلما بعث رسول الله A رميت بالشهب وقد تقدم البحث عن هذا