18 - { وجمع فأوعى } أي جمع المال فجعله في وعاء قيل إنها تقول إلي يا مشرك إلي يا منافق وقيل معنى تدعو تهلك تقول العرب : دعاك الله : أي أهلكك وقيل ليس هو الدعاء باللسان ولكن دعاؤها إياهم تمكنها من عذابهم وقيل المراد أن خزنة جهنم تدعو الكافرين والمنافقين فأسند الدعاء إلى النار من باب إسناد ما هو للحال إلى المحل وقيل هو تمثيل وتخييل ولا دعاء في الحقيقة والمعنى : أن مصيرهم إليها كما قال الشاعر : .
( ولقد هبطنا الواد بين قوادنا ... ندعو الأنيس به الغصيص الأبكم ) .
والغصيص الأبكم : الذباب وهي لا تدعو وفي هذا ذم لمن جمع المال فأوعاه وكنزه ولم ينفقه في سبل الخير أو لم يؤد زكاته .
وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { سأل سائل } قال : هو النضر بن الحرث قال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } وفي قوله : { بعذاب واقع } قال : كائن { للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج } قال : ذي الدرجات وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه في قوله : { سأل سائل } قال : سال واد في جهنم وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { ذي المعارج } قال : ذي العلو والفواضل وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : منتهى أمره من أسف الأرضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سموات مقدار خمسين ألف سنة ويوم كان مقداره ألف سنة قال : يعني بذلك ينزل الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : غلظ كل أرض خمسمائة عام وغلظ كل سماء خمسمائة عام وبين كل أرض خمسمائة عام ومن السماء إلى السماء خمسمائة عام فذلك قوله : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عنه أيضا في قوله : { في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } قال : هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وفي قوله : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافر مقدار خمسين ألف سنة وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عنه أيضا في قوله : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم قال : يعني يوم القيامة وقد قدمنا عن ابن عباس الوقف في الجمع بين الآيتين في سورة السجدة وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال : [ قيل يا رسول الله A يوم كان يوم مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم ؟ فقال : والذي نفسي بيده إنه ليخفف عن المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ] وفي إسناده دراج عن أبي الهيثم وهما ضعيفان وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة مرفوعا قال : ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين إلا كقدر ما بين الظهر إلى العصر وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس في قوله : { فاصبر صبرا جميلا } قال : لا تشكو إلى أحد غيري وأخرج أحمد وعبد بن حميد وبان المنذر والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله : { يوم تكون السماء كالمهل } قال : كدردي الزيت وأخرج ابن جرير عنه قال : { يبصرونهم } يعرف بعضهم بعضا ويتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض وأخرج ابن جرير عنه أيضا في قوله : { نزاعة للشوى } قال : تنزع أم الرأس