ثم زاد سبحانه في تفخيم أمرها وتفظيم شأنها وتهويل حالها فقال : 3 - { وما أدراك ما الحاقة } أي أي شيء أعلمك ما هي ؟ أي كأنك لست تعلمها إذا لم تعاينها وتشاهد ما فيها من الأهوال فكأنها خارجة عن دائرة علم المخلوقين قال يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن وما أدراك فقد أدراه إياه وعلمه وكل شيء قال فيه وما يدريك فإنه أخبره به وما مبتدأ وخبره أدراك وما الحاقة جملة من مبتدأ وخبر محلها النصب بإسقاط الخافض لأن أدري يتعدى إلى المفعول الثاني بالياء كما في قوله : { ولا أدراكم به } فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة له كانت في موضع المفعول الثاني وبدون الهمزة يتعدى إلى مفعول واحد بالباء نحو دريت بكذا وإن كان بمعنى العلم تعدى إلى مفعولين وجملة وما أدراك معطوفة على جملة ما الحاقة