51 - { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم } إن هي المخففة من الثقيلة قرأ الجمهور { ليزلقونك } بضم الياء من أزلقه : أي أزل رجله يقال أزلقه عن موضعه إذا نحاه وقرأ نافع وأهل المدينة بفتحها من زلق عن موضعه : إذا تنحى قال الهروي : أي فيغتالونك بعيونهم فيزلقونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش ومجاهد وأبو وائل ليرهقونك أييهلكونك وقال الكلبي يزلقونك أي يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة وكذا قال السدي وسعيد بن جبير وقال النضر بن شميل والأخفش : يفتنونك وقال الحسن وابن كيسان : ليقتلونك قال الزجاج في الآية مذهب أهل اللغة والتأويل أنهم من شدة إبغاضهم وعداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك وهذا مستعمل في الكلام يقول القائل نظر إلي نظرا يكاد يصرعني ونظرا يكاد يأكلني قال ابن قتيبة : ليس يريد الله أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك كما قال الشاعر : .
( يتعارضون إذا التقوا في مجلس ... نظرا يزيل مواطئ الأقدام ) .
{ لما سمعوا الذكر } أي وقت سماعهم للقرآن لكراهتهم لذلك أشد كراهة ولما ظرفية منصوبة بيزلقونك وقيل هي حرف وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه أي لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك { ويقولون إنه لمجنون } أي ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن