قوله : 6 - { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم } بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه { وأهليكم } بأمرهم بطاعة الله ونهيهم عن معاصيه { نارا وقودها الناس والحجارة } أي نارا عظيمة تتوقد بالناس وبالحجارة كمنا يتوقد غيرها بالحطب وقد تقدم بيان هذا في سورة البقرة قال مقاتل بن سليمان : المعنى قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النار في الآخرة وقال مقاتل ومجاهد : قوا أنفسكم بأفعالكم وقوا أهليكم بوصيتكم قال ابن جرير : فعلينا أن نعلم أولادنا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب ومن هذا قوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } وقوله : { وأنذر عشيرتك الأقربين } { عليها ملائكة غلاظ شداد } أي على النار خزنة من الملائكة يلون أمرها وتعذيب أهلها غلاظ على أهل النار شداد عليهم لا يرحمونهم إذا استرحموهم لأن الله سبحانه خلقهم من غضبه وحبب إليهم تعذيب خلقه وقيل المراد غلاظ القلوب شداد الأبدان وقيل غلاظ الأقوال شداد الأفعال وقيل الغلاظ ضخام الأجسام والشداد الأقوياء { لا يعصون الله ما أمرهم } أي لا [ يخالفونه ] في أمره وما في { ما أمرهم } يجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف : أي لا يعصون الله الذي أمرهم به ويجوز أن تكون مصدرية : أي لا يعصون الله أمره على أن يكون ما أمرهم بدل اشتمال من الاسم الشريف أو على تقدير نزع الخافض : أي لا يعصون الله في أمره { ويفعلون ما يؤمرون } أي يؤدونه في وقته من غير تارخ لا يؤخرونه عنه ولا يقدمونه