4 - { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } الخطاب لعائشة وحفصة : أي إن تتوبا إلى الله فقد وجد منكما ما يوجب التوبة ومعنى { صغت } عدلت ومالت عن الحق وهو أنها أحبتا ما كره رسول الله A وهو إفشاء الحديث وقيل المعنى : إن تتوبا إلى الله فقد مالت قلوبكما إلى التوبة وقال قلوبكما ولم يقل قلباكما لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد { وإن تظاهرا عليه } أي تتظاهرا قرأ الجمهور تظاهرا بحذف إحدى التاءين تخفيفا وقرأ عكرمة تتظاهرا على الأصل وقرأ الحسن وأبو رجاء ونافع وعاصم في رواية عنهما تظهرا بتشديد الظاء والهاء بدون ألف والمراد بالتظاهر التعاضد والتعاون والمعنى : وإن تعاضدا وتعاونا في الغيرة عليه منكما وإفشاء سره { فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين } أي فإن الله يتولى نصره وكذلك جبريل ومن صلح من عباده المؤمنين فلن يعدم ناصرا ينصره { والملائكة بعد ذلك } أي بعد نصر الله له ونصر جبريل وصالح المؤمنين { ظهير } أي أعوان يظاهرونه والملائكة مبتدأ وخبره ظهير قال أبو علي الفارسي : قد جاء فعيل للكثرة كقوله : { ولا يسأل حميم حميما } قال الواحدي : وهذا من الواحد الذي يؤدى عن الجمع كقوله : { وحسن أولئك رفيقا } وقد تقرر في علم النحو أن مثل جريح وصبور وظهير يوصف به الواحد والمثنى والجمع وقيل كان التظاهر بين عائشة وحفصة في التحكم على النبي A في النفقة