ثم أمرهم سبحانه بالتقوى والطاعة فقال : 16 - { فاتقوا الله ما استطعتم } أي ما أطقتم وبلغ إليه جهدكم وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن هذه الآية ناسخة لقوله سبحانه : { اتقوا الله حق تقاته } ومنهم قتادة والربيع بن أنس والسدي وابن زيد وقد أوضحنا الكلام في قوله : { اتقوا الله حق تقاته } ومعنى { واسمعوا وأطيعوا } أي اسمعوا ما تؤمرون به وأطيعوا الأوامر قال مقاتل اسمعوا : اقبلوا ما تسمعون لأنه لا فائدة في مجرد السماع { وأنفقوا خيرا لأنفسكم } أي أنفقوا من أموالكم التي رزقكم الله إياها في وجوه الخير ولا تبخلوا بها وقوله : { خيرا لأنفسكم } منتصب بفعل مضمر دل عليه أنفقوا كأنه قال : ائتوا في الإنفاق خيرا لأنفسكم أو قدموا خيرا لها كذا قال سيبويه : وقال الكسائي والفراء : هو نعت لمصدر محذوف : أي إنفاقا خيرا وقال أبو عبيدة : هو خبر لكان المقدرة : أي يكن الإنفاق خيرا لكم وقال الكوفيون : هو منتصب على الحال وقيل هو مفعول به لأنفقوا : أي فأنفقوا خيرا والظاهر : في الآية الإنفاق مطلقا من غير تقييد بالزكاة الواجبة وقيل المراد زكاة الفريضة وقيل النافلة وقيل النفقة في الجهاد { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } أي ومن يوق شح نفسه فيفعل ما أمر به من الإنفاق ولا يمنعه ذلك منه فأولئك هم الظافرون بكل خير الفائزون بكل مطلب وقد تقدم تفسير هذه الآية