ثم لما ذكر سبحانه إلى خلق العالم الصغير أتبعه بخلق العالم الكبير فقال : 3 - { خلق السموات والأرض بالحق } أي بالحكمة البالغة وقيل خلق ذلك خلقا يقينا لا ريب فيه وقيل الباء بمعنى اللام : أي خلق ذلك لإظهار الحق وهو أن يجزي المحسن بإحسانة والمسيء بإساءته ثم رجع سبحانه إلى خلق العالم الصغير فقال : { وصوركم فأحسن صوركم } قيل المراد آدم خلقه بيده كرامة له كذا قال مقاتل وقيل المراد جميع الخلائق وهو الظاهر : أي أنه سبحانه خلقهم في أكمل صورة وأحسن تقويم وأجمل شكل والتصوير : التخطيط والتشكيل قرأ الجمهور { فأحسن صوركم } بضم الصاد وقرأ زيد بن علي والأعمش وأبو زيد بكسرها { وإليه المصير } في الدار الآخرة لا إلى غيره