واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم لقوله فيما بعد : 9 - { إذا تناجيتم فلا تتناجوا } وقرأ حمزة وخلف وورش عن يعقوب { ويتناجون } بوزن يفتعلون وهي قراءة ابن مسعود وأصحابه وحكى سيبويه أن تفاعلوا وافتعلوا يأتيان بمعنى واحد نحو تخاصموا واختصموا وتقاتلوا واقتتلوا ومعنى الإثم ما هو إثم في نفسه كالكذب والظلم والعدوان ما فيه عدوان على المؤمنين ومعصية الرسول مخالفته قرأ الجمهور { ومعصية } بالإفراد وقرأ الضحاك وحميد ومجاهد ومعصيات بالجمع { وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله } قال القرطبي : إن المراد بها اليهود كانوا يأتون النبي A فيقولون السام عليك يريدون بذلك السلام ظاهرا وهم يعنون الموت باطنا فيقول النبي A : عليكم وفي رواية أخرى وعليكم { ويقولون في أنفسهم } أي فيما بينهم { لولا يعذبنا الله بما نقول } أي هلا يعذبنا بذلك ولو كان محمد نبيا لعذبنا بما يتضمنه قولنا من الاستخفاف به وقيل المعنى : لو كان نبيا لاستجيب له فينا حيث يقول وعليكم ووقع علينا الموت عند ذلك { حسبهم جهنم } عذابا { يصلونها } يدخلونها { فبئس المصير } أي المرجع وهو جهنم { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } لما فرغ سبحانه عن نهي اليهود والمنافقين عن النجوى أرشد المؤمنين إذا تناجوا فيما بينهم أن لا يتناجوا بما فيه إثم وعدوان ومعصية لرسول الله كما يفعله اليهود والمنافقون ثم بين لهم ما يتناجون به في أنديتهم وخلواتهم فقال : { وتناجوا بالبر والتقوى } أي بالطاعة وترك المعصية وقيل الخطاب للمنافقين والمعنى : يا أيها الذين آمنوا ظاهرا أو بزعمهم واختار هذا الزجاج وقيل الخطاب لليهود والمعنى : يا أيها الذين آمنوا بموسى والأول أولى ثم خوفهم سبحانه فقال : { واتقوا الله الذي إليه تحشرون } فيزيكم بأعمالكم