13 - { يوم يقول المنافقون والمنافقات } يوم بدل من يوم الأول ويجوز أن يكون العامل فيه الفوز العظيم ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مقدر : أي اذكر { للذين آمنوا } اللام للتبليغ كنظائرها قرأ الجمهور { انظرونا } أمرا بوصل الهمزة وضم الفاء من النظر بمعنى الانتظار : أي انتظرونا يقولون ذلك لما رأوا المؤمنين يسرع بهم إلى الجنة وقرأ الأعمش وحمزة ويحيى بن وثاب بقطع الهمزة وكسر الظاء من الإنظار : أي أمهلونا وأخبرونا يقال أنظرته واستنظرته : أي أمهلته واستمهلته قال الفراء : تقول العرب أنظرني : أي انتظرني وأنشد قول عمرو بن كلثوم : .
( أبا هند فلا تعجل علينا ... وأنظرنا نخبرك اليقينا ) .
وقيل معنى انظرونا : انظروا إلينا لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيستضيئون بنورهم { نقتبس من نوركم } أي نستضيء منه والقبس : الشعلة من النار والسراج فلما قالوا ذلك { قيل ارجعوا وراءكم } أي قال لهم المؤمنون أو الملائكة زجرا لهم وتهكما بهم : أي ارجعوا وراءكم إلى الموضع الذي أخذنا منه النور { فالتمسوا نورا } أي اطلبوا هنالك نورا لأنفسكم فإنه من هنالك يقتبس وقيل المعنى : ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا النور بما التمسناه به من الإيمان والأعمال الصالحة وقيل أرادوا بالنور ما وراءهم من الظلمة تهكما بهم { فضرب بينهم بسور } السور : هو الحاجز بين الشيئين والمراد به هنا الحاجز بين الجنة والنار أو بين أهل الجنة وأهل انار قال الكسائي : والباء في بسور زائدة ثم وصف سبحانه السور المذكور فقال : { له باب باطنه فيه الرحمة } أي باطن ذلك السور وهو الجانب الذي يلي أهل الجنة فيه الرحمة وهي الجنة { وظاهره } وهو الجانب الذي يلي أهل النار { من قبله العذاب } أي من جهته عذاب جهنم وقيل إن المؤمنين يسبقونهم فيدخلون الجنة والمنافقون يحصلون في العذاب وبينهم السور وقيل إن الرحمة التي في باطنه نور المؤمنين والعذاب الذي في ظاهره ظلمة المنافقين