73 - { نحن جعلناها تذكرة } أي جعلنا هذه النار التي في الدنيا تذكرة لنار جهنم الكبرى قال مجاهد وقتادة : تبصرة للناس في الظلام وقال عطاء : موعظة ليتعظ بها المؤمن { ومتاعا للمقوين } أي منفعة للذين ينزلون بالقواء وهي الأرض القفر كالمسافرين وأهل البوادي النازلين في المقفرة يقال أرض قواء بالمد والصر : أي مقفرة ومنه قول النابغة : .
( يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد ) .
وقال عنترة : .
( حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقر بعد أم الهيثم ) .
وقول الآخر : .
( ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق ) .
ويقال أقوى إذا سافر : أي نزل القوى وقال مجاهد المقوين المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والاستضاءة وتذكر نار جهنم وقال ابن زيد : للجائعين في إصلاح طعامهم يقال : أقويت منذ كذا وكذا : أي ما أكلت شيئا وبات فلان القوي : أي بات جائعا ومنه قول الشاعر : .
( وإني لأختار القوي طاوي الحشا ... محافظة من أن يقال لئيم ) .
وقال قطرب : [ القوى ] من الأضداد يكون بمعنى الفقر ويكون بمعنى الغنى يقال أقوى الرجل إذا لم يكن معه زاد وأقوى إذا قويت دوابه وكثر ماله وحكى الثعلبي عن أكثر المفسرين القول الأول وهو الظاهر