23 - { وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون } قرأ الجمهور { حور عين } برفعهما عطفا على ولدان أو على تقدير مبتدأ : أي نساؤهم حور عين أو على تقدير خبر : أي ولهم حور عين وقرأ حمزة والكسائي : بجرهما عطفا على أكواب قال الزجاج : وجائز أن يكون معطوفا على جنات : أي هم في جنات وفي حور على تقدير مضاف محذوف : أي وفي معاشرة حور قال الفراء : في توجيه العطف على أكواب إنه يجوز الجر على الاتباع في اللفظ وإن اختلفا في المعنى لأن الحور لا يطاف بهن كما في قول الشاعر : .
( إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزججن الحواجب والعيونا ) .
والعين لا تزجج وإنما تكحل ومن هذا قول الشاعر : .
( علفتها تبنا وماء باردا ) .
وقول الآخر : .
( متقلدا سيفا ورمحا ) .
قال قطرب : هو معطوف على الأكواب والأباريق من غير حمل على المعنى قال : ولا ينكر أن يطاف عليهم بالحور : ويكون لهم في ذلك لذة وقرأ الأشهب العقيلي والنخعلي وعيسى بن عمر بنصبهما على تقدير إضمار فعل كأنه قيل : ويزوجزن حورا عينا أو ويعطون ورجح أبو عبيد وأبو حاتم قراءة الجمهور ثم شبههن سبحانه باللؤلؤ المكنون وهو الذي لم تمسه الأيدي ولا وقع عليه الغبار فهو أشد ما يكون صفاء