14 - { وقليل من الآخرين } أي من هذه الأمة وسموا قليلا بالنسبة إلى من كان قبلهم وهم كثيرون لكثرة الأنبياء فيهم وكثرة من أجابهم قال الحسن : سابقو من مضى أكثر من سابقينا قال الزجاج : الذين عاينوا جميع الأنبياء وصدقوا بهم أكثر ممن عاين النبي A ولا يخالف هذا ما ثبت في الصحيح من قوله A [ إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثم قال : ثلث أهل الجنة ثم قال : نصف أهل الجنة ] لأن قوله { ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين } إنما هو تفضيل للسابقين فقط كما سيأتي في ذكر أصحاب اليميمن أنهم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فلا يمتنع أن يكون في أصحاب اليمين من هذه الأمة من هو أكثر من أصحاب اليمين من غيرهم فيجتمع من قليل سابقي هذه الأمة ومن ثلة أصحاب اليمين منها من يكون نصف أهل الجنة والمقابلة بين الثلتين في أصحاب اليمين لا تستلزم استواءهما لجواز أن يقال : هذه الثلة أكثر من هذه الثلة كما يقال : هذه الجماعة أكثر من هذه الجماعة وهذه الفرقة أكثر من هذه الفرقة وهذه القطعة أكثر من هذه القطعة وبهذا تعرف أنه لم يصب من قال إن هذه الآية منسوخة بالحديث المذكور