17 - { ولقد يسرنا القرآن للذكر } أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه وقيل هيأناه للتكذر والاتعاظ { فهل من مدكر } أي متعظ بمواعظه ومعتبر بعبره وفي الآية الحث على درس القرآن والاستكثار من تلاوته والمسارعة في تعلمه ومدكر أصله مذتكر كما تقدم قريبا .
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس [ أن أهل مكة سألوا رسول الله A أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما ] وروي عنه من طريق أخرى عند مسلم والترمذي وغيرهم قال : فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال : [ انشق القمر على عهد رسول الله A فرقتين : فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله A : اشهدوا ] وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عنه قال : رأيت القمر منشقا شقتين مرتين : مرة بمكة قبل أن يخرج النبي A : شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء وذكر أن هذا سبب نزول الآية وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم عنه أيضا قال : رأيت القمر وقد انشق وأبصرت الجبل بين فرجتي القمر وله طرق عنه وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال : كان ذلك على عهد رسول الله A انشق فرقتين : فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النبي A : اللهم اشهد وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم عن أبي في قوله : { وانشق القمر } قال : انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله A حتى صار فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقال الناس : سحرنا محمد فقال رجل : إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن عبد الرحمن السلمي قال : [ خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : { اقتربت الساعة وانشق القمر } ألا وإن الساعة قد اقتربت ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله A ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق اليوم المضمار وغدا السباق ] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { مهطعين } قال : ناظرين وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } قال كثير : لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماآن وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضا { على ذات ألواح ودسر } قال : الألواح ألواح السفينة والدسر : معاريضها التي تشد بها السفينة وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا في قوله : { ودسر } قال : المسامير وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : الدسر كلكل السفينة وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عنه أيضا في قوله : { ولقد يسرنا القرآن للذكر } قال : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلموا بكلام الله وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا مثله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس { فهل من مدكر } قال : هل من متذكر