قوله 191 - { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } الموصول نعت لأولي الألباب - وقيل : هو مفصول عنه خبر مبتدأ محذوف أو منصوب على المدح والمراد بالذكر هنا ذكره سبحانه في هذه الأحوال من غير فرق بين حال الصلاة وغيرها وذهب جماعة من المفسرين إلى أن الذكر هنا عبارة عن الصلاة : أي لا يضيعونها في حال من الأحوال فيصلونها قياما مع عدم العذر وقعودا وعلى جنوبهم مع العذر قوله { ويتفكرون في خلق السموات والأرض } معطوف على قوله { يذكرون } وقيل : إنه معطوف على الحال أعني { قياما وقعودا } وقيل : إنه منقطع عن الأول والمعنى : أنهم يتفكرون في بديع صنعهما وإتقانهما مع عظم أجرامها فإن هذا الفكر إذا كان صادقا أوصلهم إلى الإيمان بالله سبحانه قوله { ربنا ما خلقت هذا باطلا } هو على تقدير القول : أي يقولون ما خلقت هذا عبثا ولهوا بل خلقته دليلا على حكمتك وقدرتك والباطل : الزائل الذاهب ومنه قول لبيد : .
( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) .
وهو منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف : أي خلقا باطلا وقيل : منصوب بنزع الخافض وقيل : هو مفعول ثان وخلق بمعنى جعل أو منصوب على الحال والإشارة بقوله : { هذا } إلى السموات والأرض أو إلى الخلق على أنه بمعنى المخلوق قوله { سبحانك } أي : تنزيها لك عما لا يليق بك من الأمور التي من جملتها أن يكون خلقك لهذه المخلوقات باطلا وقوله { فقنا عذاب النار } الفاء لترتيب هذا الدعاء على ما قبله