ثم تحداهم سبحانه وألزمهم الحجة فقال : 34 - { فليأتوا بحديث مثله } أي مثل القرآن في نظمه وحسن بيانه وبديع أسلوبه { إن كانوا صادقين } فيما زعموا من قولهم : إن محمدا A تقوله وجاء به من جهة نفسه مع أنه كلام عربي وهم رؤوس العرب وفصحاؤهم والممارسون لجميع الأوضاع العربية من نظم ونثر .
وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال : [ إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقر به عينه ثم قرأ { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم } الآية ] وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعا وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضا أن النبي A قال : [ إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به وقرأ ابن عباس { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم } ] الآية وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله A : [ إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ رسول الله A { والذين آمنوا } الآية ] وإسناده هكذا قال عبد الله بن أحمد : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي بن أبي طالب قال : [ سألت خديجة النبي A عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال رسول الله A : هما في النار فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما قالت : يا رسول الله فولدي منك قال : في الجنة قال : ثم قال رسول الله A : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ { والذين آمنوا } ] الآية وقال الإمام أحمد في المسند : حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : [ إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب من أين لي هذا فيقول باستغفار ولدك لك ] وإسناده صحيح وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن عباس { وما ألتناهم } قال : ما نقصناهم وأخرج ابن أبي حاتم عنه { لا لغو فيها } يقول : باطل { ولا تأثيم } يقول كذب وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله A : [ إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكئ ذا ويتكئ ذا فيتحدثان بما كانوا في الدنيا فيقول أحدهما : يا فلان تدري أي يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا ] وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إنه هو البر } قال : اللطيف وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشا لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبي A قال قائل منهم احبسوه في وثاق وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة إنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون } وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { ريب المنون } قال : الموت