فيكون لف هذا إشارة إلى مبهم يفسره ما بعده من قوله : { أإذا متنا } الخ والأول أولى قال الرازي : الظاهر أن قولهم هذا إشارة إلى مجيء المنذر ثم قالوا : { أإذا متنا } وأيضا قد وجد هاهنا بعد الاستبعاد بالاستفهام أمر يؤدي معنى التعجب وهو قولهم : { ذلك رجع بعيد } فإنه استبعاد وهو كالتعجب فلو كان التعجب بقولهم : { هذا شيء عجيب } عائدا إلى قولهم : أئذا لكان كالتكرار فإن قيل التكرار الصريح يلزم من قولك هذا شيء عجيب أنه يعود إلى مجيء المنذر فإن تعجبهم منه علم من قولهم : وعجبوا أن جاءهم فقوله : { هذا شيء عجيب } يكون تكرارا فنقول ذلك ليس بتكرار بل هو تقرير لأنه لما قال بل عجبوا بصيغة الفعل وجاز أن يتعجب الإنسان مما لا يكون عجبا كقوله : { أتعجبين من أمر الله } ويقال في العرف : لا وجه لتعجبك مما ليس بعجب فكأنهم لما عجبوا قيل لهم : لا معنى لتعجبكم فقالوا : { هذا شيء عجيب } فكيف لا نعجب منه ويدل على ذلك قوله هاهنا { فقال الكافرون } بالفاء فإنها تدل على أنه مترتب على ما تقدم قرأ الجمهور { أإذا متنا } بالاستفهام وقرأ ابن عامر في رواية عنه وأبو جعفر والأعمش والأعرج بهمزة واحدة فيحتمل الاستفهام كقراءة الجمهور وهمزة الاستفهام مقدرة ويحتمل أن معناه الإخبار والعامل في الظرف مقدر : أي أيبعثنا أو أنرجع إذا متنا لدلالة ما بعده عليه هذا على قراءة الجمهور وأما على القراءة الثانية فجواب إذا محذوف : أي رجعنا وقيل ذلك رجع والمعنى : استنكارهم للبعث بعد موتهم ومصيرهم ترابا ثم جزموا باستبعادهم للبعث فقالوا : { ذلك } أي للبعث { رجع بعيد } أي بعيد عن العقول أو الأفهام أو العادة أو الإمكان يقال رجعته أرجعه رجعا ورجع هو يرجع رجوعا