ثم لما ذكر سبحانه أن أولئك الذين قالوا آمنا لمن يؤمنوا ولا دخل الإيمان في قلوبهم بين المؤمنين المستحقين لإطلاق اسم الإيمان عليهم فقال : 15 - { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } يعني إيمانا صحيحا خالصا عن مواطأة القلب واللسان { ثم لم يرتابوا } [ أي ] لم يدخل قلوبهم شيء من الريب ولا خالطهم شك من الشكوك { وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } أي في طاعته وابتغاء مرضاته ويدخل في الجهاد الأعمال الصالحة التي أمر الله بها فإنها من جملة ما يجاهد المرء نفسه حتى يقوم به ويؤيده كما أمر الله سبحانه والإشارة بقوله : { أولئك } إلى الجامعين بين الأمور المذكورة وهو مبتدأ وخبره قوله : { هم الصادقون } أي الصادقون في الاتصاف بصفة الإيمان والدخول في عداد أهله لا من عداهم ممن أظهر الإسلام بلسانه وادعى أنه مؤمن ولم يطمئن بالإيمان قلبه ولا وصل إليه معناه ولا عمل بأعمال أهله وهم الأعراب الذين تقدم ذكرهم وسائر أهل النفاق