25 - { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه } قال المبرد : ما في قوله فيما بمنزلة الذي وإن بمنزلة ما : يعني النافية وتقديره : ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من المال وطول العمر وقوة الأبدان وقيل إن زائدة وتقديره : ولقد مكناهم فيما مكناكم فيه وبه [ قال ] القتيبي ومثله قول الشاعر : .
( فما إن طبق جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا ) .
والأول أولى لأنه أبلغ في التوبيخ لكفار قريش وأمثالهم { وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة } أي إنهم أعرضوا عن قبول الحجة والتذكر مع ما أعطاها الله من الحواس التي بها تدرك الأدلة ولهذا قال : { فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء } أي فما نفعهم ما أعطاهم الله من ذلك حيث لم يتوصلوا به إلى التوحيد وصحة الوعد والوعيد وقد قدمنا من الكلام على وجه إفراد السمع وجمع البصر ما يغني عن الإعادة ومن في { من شيء } زائدة والتقدير : فما أغنى عنهم شيء من الإغناء ولا نفعهم بوجه من وجوه النفع { إذ كانوا يجحدون بآيات الله } الظرف متعلق بأغنى وفيها معنى التعليل : أي لأنهم كانوا يجحدون { وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } أي أحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه بطريق الاستهزاء حيث قالوا { فأتنا بما تعدنا }