ثم زاد في توبيخهم وتقريعهم فقال : 150 - { أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون } فأضرب عن الكلام الأول إلى ما هو أشد منه في التبكيت والتهكم بهم : أي كيف جعلوهم إناثا وهم لم يحضروا عند خلقنا لهم وهذا كقوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم } فبين سبحانه أن مثل ذلك لا يعلم إلا بالمشاهدة ولم يشهدوا ولا دل دليل على قولهم من السمع ولا هو مما يدرك بالعقل حتى ينسبوا إدراكه إلى عقولهم