ثم لما ألقوه فيها نجاه الله منها وجعلها عليه : بردا وسلاما وهو معنى قوله : 98 - { فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين } الكيد : المكر والحيلة : أي احتالوا لإهلاكه فجعلناهم الأسفلين المقهورين المغلوبين لأنها قامت له بذلك عليهم الحجة التي لا يقدرون على دفعها ولا يمكنهم جحدها فإن النار الشديدة الاتقاد العظيمة الاضطرام المتراكمة الجمار إذا صارت بعد إلقائه عليها بردا وسلاما ولم تؤثر فيه أقل تأثير كان ذلك من الحجة بمكان يفهمه كل من له عقل وصار المنكر له سافلا ساقط الحجة ظاهر التعصب واضح التعسف وسبحان من يجعل المحن لمن يدعو إلى دينه منحا ويسوق إليهم الخير بما هو من صور الضير ولما انقضت هذه الوقعة وأسفر الصبح لذي عينين وظهرت حجة الله لإبراهيم وقامت براهين نبوته وسطعت أنوار معجزته