3 - { يا أيها الناس إن وعد الله حق } أي وعده بالبعث والنشور والحساب والعقاب والجنة والنار كما أشير إليه بقوله : { وإلى الله ترجع الأمور } فلا تغرنكم الحياة الدنيابزخرفها ونعيمها * قال سعيد بن جبير غرور الحياة الدنيا أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة حتى يقوليا ليتني قدمت لحياتي { ولا يغرنكم بالله الغرور } قرأ الجمهور بفتح الغين : أي المبالغ في الغرور وهو الشيطان قال ابن السكيت وأبو حاتم : الغرور الشيطان ويجوز أن يكون مصدرا واستبعده الزجاج لأن غرر به متعدى ومصدر المتعدي إنما هو على فعل نحو ضربه ضربا إلا في أشياء يسيرة معروفة لا يقاس عليها ومعنى الآية : لا يغرنكم الشيطان بالله فيقول لكم : إن الله يتجاوز عنكم ويغفر لكم لفضلكم أو لسعة رحمته لكم وقرأ أبو حيوة وأبو السماك ومحمد بن السميفع بضم الغين وهو الباطل قال ابن السكيت : والغرور بالضم ما يغر من متاع الدنيا وقال الزجاج : يجوز أن يكون الغرور جمع غار مثل قاعد وقعود قيل ويجوز أن يكون مصدر غره كاللزوم والنهوك وفيه ما تقدم عن الزجاج من الاستبعاد