21 - { وما كان له عليهم من سلطان } أي ما كان له تسلط عليهم : أي لم يقهرهم على الكفر وإنما كان منه الدعاء والوسوسة والتزيين وقيل السلطان والقوة وقيل الحجة والاستثناء في قوله : { إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك } منقطع والمعنى : لا سلطان له عليهم ولكن ابتليناهم بوسوسته لنعلم وقيل هو متصل مفرغ من أعم العام : أي ما كان له عليهم تسلط بحال من الأحوال ولا لعلة من العلل إلا ليتميز من يؤمن ومن لا يؤمن لأنه سبحانه قد علم ذلك علما أزليا وقال الفراء : المعنى إلا لنعلم ذلك عندكم وقيل إلا لتعلموا أنتم وقيل ليعلم أولياؤنا والملائكة وقال الزهري إلا ليعلم على البناء للمفعول والأولى حمل العلم هنا على التمييز والإظهار كما ذكرنا { وربك على كل شيء حفيظ } أي محافظ عليه قال مقاتل : علم كل شيء من الإيمان والشك .
وقد أخرج أحمد والبخاري والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وغيرهم عن فروة بن مسيك المرادي قال [ أتيت النبي A فقلت : يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ؟ فأذن لي في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده أرسل في أثري فردني فقال : ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل يا رسول الله وما سبأ : أرض أم امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا : فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال : الذي منهم خثعم وبجيلة ] وأخرج أحمد وعبد بن حميد والطبراني وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس نحوه بأخصر منه وأخرج ابن جرير و ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { سيل العرم } قال : الشديد وأخرج ابن جرير عنه قال : { سيل العرم } واد كان باليمن كان يسيل إلى مكة وأخرج ابن جرير و ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { أكل خمط } قال : الأراك وأخرج ابن المنذر عنه أيضا في قوله : { وهل نجازي إلا الكفور } قال : تلك المناقشة وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عنه أيضا في قوله : { وجعلنا بينهم } يعني بين مساكنهم { وبين القرى التي باركنا فيها } يعني الأرض المقدسة { قرى ظاهرة } يعني عامرة مخصبة { وقدرنا فيها السير } يعني فيما بين مساكنهم وبين أرض الشام { سيروا فيها } إذا ظعنوا من منازلهم إلى أرض الشام من المقدسة وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } قال إبليس : إن آدم خلق من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون خلقا ضعيفا وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال فصدق ظنه عليهم { فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } قال هم المؤمنون كلهم