قوله { ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم } الأصل في ها أنتم أأنتم أبدلت الهمزة الأولى هاء لأنها أختها كذا قال أبو عمرو بن العلاء والأخفش قال النحاس : وهذا قول حسن وقرأ قنبل { ها أنتم } وقيل : الهاء للتنبيه دخلت على الجملة التي بعدها : أي ها أنتم هؤلاء الرجال الحمقى حاججتم وفي هؤلاء لغتان المد والقصر والمراد بما لهم به علم هو ما كان في التوراة وإن خالفوا مقتضاه وجادلوا فيه بالباطل والذي لا علم لهم به هو زعمهم أن إبراهيم كان على دينهم لجهلهم بالزمن الذي كان فيه وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحق كما في حديث [ من ترك المراء ولو محقا فأنا ضمينه على الله يبيت في ربض الجنة ] وقد ورد تسويغ الجدال بالتي هي أحسن لقوله تعالى { وجادلهم بالتي هي أحسن } { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } ونحو ذلك فينبغي أن يقصر جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر من المفسدة أو على المواطن التي المجادلة فيها بالمحاسنة لا بالمخاشنة قوله { والله يعلم } أي كل شيء فيدخل في ذلك ما حاججوا به