ثم أمر سبحانه رسوله A أن يبين لهم الحق ويرد عليهم ما زعموه من الباطل فقال : 11 - { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } يقال : توفاه الله واستوفى روحه إذا قبضه إليه وملك الموت هو عزرائيل ومعنى وكل بكم : وكل بقبض أرواحكم عند حضور آجالكم { ثم إلى ربكم ترجعون } أي تصيرون إليه أحياء بالبعث والنشور لا إلى غيره فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { يدبر الأمر } الآية قال : هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عنه في قوله : { في يوم كان مقداره ألف سنة } قال : من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة قال : دخلت على عبد الله بن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان فقال له ابن فيروز : يا أبا عباس قوله : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة } فكأن ابن عباس اتهمه فقال : ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ؟ قال : إنما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب فسأله عنهما إنسان فلم يخبره ولم يدر فقلت : ألا أخبرك بما حضرت من ابن عباس ؟ قال بلى فأخبرته فقال للسائل : هذا ابن عباس قد أبى أن يقول فيها وهو أعلم مني وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كان مقداره ألف سنة } قال : لا يتنصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضي بين العباد فينزل أهل الجن الجنة وأهل النار النار ولو كان إلى غيره لم يفرغ في خمسين ألف سنة وأخرج ابن جرير عنه أيضا في قوله : { ثم يعرج إليه في يوم } من أيامكم هذه ومسيرة ما بين السماء والأرخض خمسمائة عام وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ { الذي أحسن كل شيء خلقه } قال : ما رأيت القردة ليست بحسنة ولكنه أحكم خلقها وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية أنه قال : أما إن است القردة ليست بحسنة ولكنه أحكم خلقها وقال : { خلقه } صورته وقال : { أحسن كل شيء } القبيح والحسن والعقارب والحيات وكل شيء مما خلق وغيره لا يحسن شيئا من ذلك وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال [ بينما نحن مع رسول الله A إذ لقينا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل فأخذ النبي A بناحية ثوبه فقال : يا رسول الله إني أحمش الساقين فقال رسول الله A : يا عمرو بن زرارة إن الله D قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبلين ] وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد قال [ أبصر النبي A رجلا قد أسبل إزاره فقال : ارفع إزارك فقال : يا رسول الله إني أحنف تصطك ركبتاي فقال : ارفع إزارك كل خلق الله حسن ]