46 - { ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } أي ومن دلالات بديع قدرته إرسال الرياح مبشرات بالمطر لأنها تتقدمه كما في قوله سبحانه : { بشرا بين يدي رحمته } قرأ الجمهور الرياح وقرأ الأعمش الريح بالإفراد على قصد الجنس لأجل قوله مبشرات واللام في قوله : { وليذيقكم من رحمته } متعلقة بيرسل : أي يرسل الرياح مبشرات ويرسلها ليذيقكم من رحمته : يعني الغيث والخصب وقيل هو متعلق بمحذوف : أي وليذيقكم أرسلها وقيل الواو مزيدة على رأي من يجوز ذلك فتتعلق اللام بيرسل { ولتجري الفلك بأمره } معطوف على ليذيقكم من رحمته : أي يرسل الرياح لتجري الفلك في البحر عند هبوبها ولما أسند الجري إلى الفلك عقبه بقوله بأمره { ولتبتغوا من فضله } أي تبتغوا الرزق بالتجارة التي تحملها السفن { ولعلكم تشكرون } هذه النعم فتفردون الله بالعبادة وتستكثرون من الطاعة .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وما آتيتم من ربا } الآية قال : الربا ربوان : ربا لا بأس به وربا لا يصلح فأما الربا الذي لا بأس به فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها وأضعافها وأخرج البيهقي عنه قال : هذا هو الربا الحلال أن يهدي يريد أكثر منه وليس له أجر ولا وزر ونهى النبي A خاصة فقال : { ولا تمنن تستكثر } وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا { وما آتيتم من زكاة } قال : هي الصدقة وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { ظهر الفساد في البر والبحر } قال : البر البرية التي ليس عندها نهر والبحر ما كان من المدائن والقرى على شط نهر وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا وأخرج ابن المنذر عنه أيضا { لعلهم يرجعون } قال : من الذنوب وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا { يصدعون } قال : يتفرقون